المطلوب في هذه المرحلة، بحسب مقبّلي أحذية «طويلي العمر» هو أن تسمع وتشاهد خطاباً يشتمك ويحقّرك ويتهجّم على مقداستك كل ساعة وكل دقيقة، صباحاً ومساءً، من قبل إعلام «طويلي العمر» أو الإعلام اللبناني الذي يموّله «طويلو العمر»
ومن غير المسموح لك أن تفتح فمك، أو تخط أناملك أي كلمات، تتحسّس منها مشاعر «طويلي العمر»!
لكن الواقع هو أنه حتى مع علمنا بأنّ خاطر «طويلي العمر» منزعج أصلاً، منذ أن أصبحت مقاومتنا قوية وقادرة على ضرب عدو الإنسانية المغتصب لأرض فلسطين...
إلا أنّ مثل هذه الدعوات أدناه ليس بالضرورة تكون قد صدرت بإيعاز من «طويلي العمر» أنفسهم!
الأمر مطابق لما كان الشهيد مالكولم إكس قد فسّره عند وصفه لسلوك «زنجي المنزل»، عندما كان يقف أمام سيّده وهو يوقظه من نومه، ليجده على غير حاله فيقول له: ما الأمر سيدي؟ «هل نحن مرضى اليوم؟»
نعم، «زنجي المنزل» يتحدّث بلسان سيّده بطريقة لاإرادية، كونه يعتبر نفسه (واهماً) بأنّه محظي ويتمتّع بقيمة أعلى من قيمة «زنجي الحقل» لدى سيّده.
وعندما يذهب لمراقبة «زنجي الحقل» الذي لا يقوم بما عليه من واجب السخرة في أرض السيد، كان «زنجي المنزل» يزجره ويؤنّبه انطلاقاً من هذه الثقة!
ووفق وصف الشهيد مالكولم إكس، كان «زنجي المنزل» يرمي بنفسه في منزل سيّده محاولاً إطفاء النار عندما تشتعل فيه، حتى وإن أدّى ذلك إلى هلاكه
علماً بأن السيد لم يكن ليطلب منه ذلك، فهو كان يخرج من منزله بمجرد أن تشبّ النار فيه!
ما أكثر «زنوج المنزل» في لبنان. لطالما كانوا موجودين وسيبقون، لأن الكرامة لا تُشتَرى.
ولكن أنا شخصياً أشفق عليهم كونهم يتوهّمون بأن سيّدهم سيعود بأكياس المال مجدداً إلى المعاملتين وجونيه وغيرها من أماكن الاصطياف السهر، حتى وإن توقّف «الهجوم» على أسيادهم!
استيقظوا، لقد أصبح لسيّدكم مراقصه وأماكن سهره الخاصة به، فمن دوافع صياغة الرؤية التي تطبّلون لها منذ سنوات هو دفع مواطنيه لصرف أموال ترفيههم في مملكته!
يؤسفني أن أخيّب آمالكم وأنغّص عليكم أحلامكم، لكن هذا هو الواقع!